التباين الإدراكى فى تذوق الأعمال الفنية في الاتجاهات الواقعيه والتجريديه

نوع المستند : أوراق بحثية محکمة.

المؤلف

أستاذ مساعد تاريخ وتذوق الفن قسم التربيه الفنيه – كلية التربيه النوعيه

المستخلص

تميز القرن التاسع عشر بتنوع وثراء فى المدارس الفنية المتلاحقة، ومما لا شك فيه أن التحول الجذرى كان من جراء الثورة الرومانتيكية فى الأدب أولا وسرعان ما لحقها فن التصوير والشعر، ويرجع الفضل فى ظهور التيارات الفنية الجديدة، والتحول السريع عن المثل الكلاسيكية وقواعد الفن المعمول بها منذ عصر النهضة إلى عدة عوامل أهمها الانقلاب الصناعى وظهور الميكنة والإنتاج بالجملة مما خلق معه طبقات اجتماعية جديدة تماما وهى طبقات العمال وطبقات التجار، وكانت وقائع حياتهم ومشاكل تلك المجتمعات الجديدة مصدرا ثريا للكتاب والمفكرين الذين كتبوا عن معاناة الفقراء والمستضعفين، ومن ثم كان ظهور مصور قدير مثل جوستاف كوربيه Gustave Curbier (1819- 1877) كان ضرورة حتمية ليعكس أسلوباً واتجاهاً جديدا فى الفن التشكيلى عرف بالواقعية وهو لفظ يشير إلى تمثيل الواقع فى وصف دقيق دون حذف أو إضافة. وقد نجح كوربيه فى أن يعكس صورة صادقة لمعاناة الطبقات المطحونة وكمثال (لوحة قاطعوا الأحجار Stone Breaker). ويتقاسم الفن الواقعى عدة سمات مع المذهب الطبيعى Naturalism، مما جعل اللفظان يتبادلان موقعهما فى كثير من الأحيان، إلا أن الواقعية تمثل الأشياء كما تبدو على أرض الواقع كموجودات، دون إصراف أو مبالغة، بينما يصور المذهب الطبيعى الأشياء كما يجب أن توجد، مع الإيحاء بدرجة ما من التحسين فوق المظهر الواقعى الفعلى.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية