التوافق التكنولوجي للخامات الحديثة البديلة وأثرها بيئيا على التصميم الداخلي

نوع المستند : أوراق بحثية محکمة.

المؤلف

أستاذ مشارك بقسم التصميم الداخلي، كلية التربية الأساسية الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، الكويت

المستخلص

   منذ فجر التاريخ والإنسان يتعايش مع بيئته، وبمرور الزمن تطور الإنسان فى إختيار مسكنه الذي يلائم إحتياجاته ويتمشى مع ثقافته فظهرت الأبنية المختلفة التي واكبت الحضارات على مر العصور وصبغت الأبنية بإسلوبها الذي عكس ثقافة شعوبها وسلوكياتهم. فالحضارة هي نتاج تفاعل الإنسان مع بيئته.. والعمارة هي أحد مظاهر هذا التفاعل.
    والبيئة هي الظروف والاوضاع التي تؤثر فى نشاط الفرد فتتفاعل بالسلب أو الإيجاب مع احتياجاته واهدافه وقدراته، ويعد توافق البناء مع البيئة قاعدة تحولت إلى مسلمات بديهية، فالبيئة الاستوائية الرطبة علي سبيل المثال تتوافق معها المباني الهيكلية الخشبية المرفوعة عن الأرض ذات الأسقف المائلة والحوائط المصنغة من البوص لتعمل علي تخلل الهواء، علي عكس البيئة الصحراوية التي لايتوافق معها إلا المباني الخيمية أو الحجرية. ثم تطور البناء فأصبح جزءا من المشكلة للإستخدام غير المنظم للخامات ونظم البناء والإستخدام غير المنظم للتقنيات الحديثة فى أجهزة التبريد والتكييف وغيرها من انتهاكات وعدوان علي البيئة.
   أنتشرت كلمة التكنولوجيا بكل معانيها وما ساقته لنا من ابتكارات أثرت بشكل كبير علي منتج العمارة والعمارة الداخلية فتأثر تشكيل الحيزات الداخلية بالتطور التكنولوجي والسريع للخامات، وثقافة المستخدم لتؤكد علي الاستمرارية الحضارية، مما أدي إلى تعدد وتطور الاتجاهات التصميمية  من خلال الشكل والمضمون حتي يلبى الغرض من تصميمة( الشكل يتبع الوظيفة).
    من أجل ذلك ظهرت الأهمية القصوى لتطوير وتوافق تكنولوجيا الخامات المستخدمة فى العمارة والعمارة الداخلية، لكى تلبى متطلبات المجتمع وتطويع التصميم لكى يتوافق مع الفكر المستقبلي، ومراعاة البيئة المحيطة، فأدى إلى استخدام مصطلح التوافق لتكنولوجى.. فهذا الاتجاه قاد عدداً من المصممين لإخراج حلول تصميمية إبداعية متوافقة مع البيئة، وتنفيذ تقنية داخل هيكل بنائي لتحقيق بيئة داخلية مناسبة لتأدية الوظائف المصممة من أجلها، ونتيجة لاتجاه الكثير من المصممين إلى نقل النماذج والحلول التكنولوجية الخاصة بالدول المتقدمة أصحاب الاتجاهات التصميمية الحديثة، لإستخدامها فى تنمية الفكر التصميمي، الأمر الذى أدى إلى استنزاف وفساد البيئة الطبيعية، فظهرت الاصوات التى تنادي بضرورة الاعتماد علي الموارد المحلية، مع محاولة تطوير الخامات التقليدية لكى تتوائم مع البيئة بل وتنبع منها .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية